داليدا Dalida (مغنية Singer)

داليدا - Dalida

داليدا (Dalida)، مغنية إيطالية مصرية من أصول إيطالية (17 يناير 1933 – 3 مايو 1987).

السيرة الذاتية وقصة حياة المشاهير باللغة العربية.

بطاقة المعلومات الأساسية

الإسم باللغة الإنجليزية: Dalida
الإسم باللغة العربية: داليدا
الإسم الحقيقي الكامل: يولاندا كريستينا جيجليوتي
الجنسية: إيطاليا، فرنسا، مصر
اللغة: الفرنسية، الإنجليزية، اللهجة المصرية، الإسبانية، الإيطالية
الديانة: المسيحية
الأصل: إيطاليا
تاريخ الميلاد: 17 يناير 1933
مكان الميلاد: حي شبرا، القاهرة، مصر
تاريخ الوفاة: 3 مايو 1987
مكان الوفاة: باريس، فرنسا
سبب الوفاة: الانتحار بجرعة زائدة من الدواء
العمر: 54 سنة و 03 شهر و 16 يوم (عند الوفاة 1987)
البرج الفلكي: برج الجدي
المهنة: مغنية، ممثلة
النوع: تشانسون، الكلاسيكي، بوب، والموسيقى الشعبية، ديسكو، فرانكو العربية، عالم الموسيقى
سنوات النشاط: 1954 – 1987
الحالة الإجتماعية: مطلقة، متوفاة
الزوج السابق: لوسيان موريس (1961-1962)

السيرة الذاتية، قصة حياة

داليدا - Dalida

ولدت داليدا (Dalida) في يوم 17 يناير 1933 بحي شبرا في القاهرة عاصمة مصر، لوالدين إيطاليي الأصل مولودين بمصر وتعود أصولهما إلى جزيرة كالابريا في جنوب إيطاليا. واسمها الحقيقي يولاندا كريستينا جيجليوتي. تعلمت العزف وتلقت دروسا في الغناء، وكانت تحلم بأن تصبح ممثلة مشهورة.

بدأت داليدا حياتها الفنية بعد المشاركة في مسابقة ملكة جمال مصر التي فازت بها عام 1954، كانت انطلاقتها في فرنسا، وفي عام 1978 كانت من أوائل الذين صوروا أغانيهم بطريقة الفيديو كليب بفرنسا.

رصيدها الفني

غنت داليدا بتسع لغات: العربية والإيطالية واليونانية والفرنسية والإنجليزية والعبرية واليابانية والإسبانية والألمانية، وسجلت في رصيدها أكثر من 500 أغنية. وفي مجال التمثيل لديها (12) فيلمًا. وحصلت على عدة ألقاب وأوسمة وكرمها الجنرال الفرنسي ديجول بمنحها لقب (The Medaille de la Presidence de la Republique) أو ميدالية رئاسة الجمهورية. وبعد وفاتها كرمتها الحكومة الفرنسية بوضع صورتها على طابع بريدي. وأقيم لها تمثال بحجمها الطبيعي على قبرها في عام 2001.

بدايتها

عاشت داليدا طفولة طبيعية بين أسرتها، تذهب إلى المدرسة والكنيسة، كأية طفلة، وما إن أصبحت بالغة حتى أخذ والدها الحاد الطباع يمنعها من الخروج مع أصدقائها وصديقاتها، لاسيما بعد أن قضى عدة أشهر في السجن لأنه كان إيطاليًا ومصر كانت إبان الحرب العالمية الثانية تحت حماية المملكة المتحدة.. وبعد مرور الوقت وجدت داليدا طريقة للهروب من مراقبة والديها، فكانت تذهب إلى الكنيسة الصغيرة وهما مطمئنان عليها، لكنها لم تكن تذهب للصلاة، بل كانت تنتظر فتىً من أصل إيطالي اسمه (أرماندو)، كانت تأتي إلى الكنيسة وتقف في مكانها المفضل البعيد عن الناس، حيث اعتادت ان تقف فيه في طفولتها لأنها كانت تشعر بالحرج من عينها المحولة التي أجرت لها ثلاث عمليات جراحية فيما بعد.. كانت تسمع وأرماندو القداس وقد تشابكت يداهما سرًا وهما يختلسان النظرات بحياء.. كان الفتى حب داليدا الأول، وقد اقتنعت بالحياة الاعتيادية كأية امرأة في البداية بسبب ضغط والدها في أن تصبح زوجة وأما كما هو الأمر الطبيعي.. ولكن الوالد توفى إثر جلطة في الدماغ، فبدأت تتطلع لحياة أخرى بعيدة عن القناعة بالبيت البسيط وكل ما يتعلق به من أمور..

وبسبب ظروف المعيشة وضغط والدتها أخذت دروسًا في الطباعة على الآلة الكاتبة وعملت سكرتيرة في شركة أدوية، لكن حلم النجومية لم يفارقها أبدًا ولاسيما وأنها سبق وأن فازت بمسابقة ملكة جمال (Miss ondina) عندما كانت صبيّة صغيرة وجميلة عام 1951، فتيقنت أن لديها الفرصة في الدخول بمسابقة ملكة جمال مصر، التي كانت تقام كل سنة، كانت رغبة الشهرة لديها قوية حتى لو كانت بأي ثمن، وهذه المرة فكرت بوالدتها التي ستمنعها من المشاركة في هكذا مسابقة تظهر فيها شبه عارية بملابس السباحة.. فرأت أنه لابد لها من إخفاء الأمر عنها، فادعت أنها ذاهبة إلى إحدى صديقاتها، فاستقلت الحافلة واتجهت صوب حمام السباحة، حيث تجري المسابقة هناك، وفعلًا شاركت، بعدها حصلت المفاجأة الكبرى.. لقد فازت داليدا بلقب ملكة جمال مصر 1954.. فصعقت لسماع رأي اللجنة، وانفتح لها أول أبواب الشهرة..

كانت جائزة الفوز عبارة عن زوج من الأحذية الذهبية، أسرعت إلى البيت من فرحتها وأخبرت والدتها بما جرى، فغضبت الأم لرؤية صورة ابنتها بثوب السباحة على الصفحة الأولى للصحف، إذ كان الأمر فضيحة لعائلة محافظة بالعقليتين الإيطالية والمصرية على السواء، لكنها بمرور الوقت نست الأمر..

ورغم الفوز بالمسابقة، بقيت تعمل داليدا سكرتيرة في شركة الأدوية.. لكنها أخذت تدخل الاستوديوهات السينمائية بسبب اللقب الذي نالته، وقدمت بعض الأدوار لكنها لم تكن أدوارًا بارزة..و نظرا للشبه الكبير بينها وبين هيدي لامار HEIDI LAMAR بطلة “SAMSON & DALILA” اختارت يولندا اسم داليللا DALILA كاسم فني.

حبها للتمثيل

ذات يوم قدم فريق أمريكي لتصوير فيلم بمصر يحمل عنوان The Story of Joseph and His Brethren كان من بطولة الممثلة الأمريكية جوان كولينز و(جوان) احتاجت إلى ممثلة تقف معها في بعض المشاهد تكون (دوبلير) لها وصادف ان داليدا كانت متواجدة في الاستوديو فاختارتها (جوان) لما تتمتع به من جسم وشعر كثيف قريب منها، إضافة إلى أن ملابسهما من القياس والحجم نفسه..

وفي الأقصر كان يجري تصوير الفيلم، فوجدت داليدا نفسها أمام ممثل صغير كان يبحث الشهرة مثلها هو عمر الشريف, في هذه الفترة تعلق بها (عمر) لكنها سرعان ما بدأت تعامله ببرود، استغرب لتصرفها لاسيما انه كان يتصور انه على علاقة حب معها.

بعد مرور عدة ايام قررت داليدا السفر إلى فرنسا بحثًا عن الشهرة، برغم اعتراض والدتها.. وفعلًا في 24 كانون الأول سنة 1954 سافرت إلى باريس.. في باريس دأهمها شعور بالقلق والوحدة، حالما حطت اقدامها ارضها، فقد كانت المدينة مغطاة بالثلج وكانت الرياح تعصف بها فاشتاقت إلى الشمس الدافئة في مصر، لكنها كانت تعلم أن سفرها وتغربها هو ضريبة الرغبة في الشهرة..

فاستبدلت قلقها فورًا إلى ثقة مطلقة عندما تخيلت مستقبلها.

نزلت في فندق بسيط في منطقة قريبة من شانزليزيه، وفي صباح اليوم التالي كان لديها موعد مع (هنري فيدال) الرجل الذي وعدها بالمساعدة، ولكن اتضح ان علاقات هذا الرجل كانت بمنتجين يعملون في حقل الأفلام الضعيفة جدًا، فتيقنت أنه لن يستطيع مساعدتها فقررت ان تعتمد على نفسها، فقامت بتقديم طلبات إلى وكالات مختلفة تبحث عن مواهب في مجال التمثيل، لكن المتقدمين كانوا أكثر مما تصورت.

أخذت تبعث برسائل لوالدتها في مصر تشرح لها كل ما يجري، فتمنت الام ان تعود ابنتها إلى مصر ثانية، لكن داليدا لم تعترف بالهزيمة مطلقًا, وفي النهاية لم يكن لديها خيار سوى العودة وذلك بعد نفاذ المال، فحزمت حقائبها وتوجهت إلى مكتب الحجز لتحصل على تذكرة عودة إلى القاهرة.

بداية غنائها

فلمحها رجل يدعى (رولاند برجر)، هذا الرجل أعجبه قوامها وشعرها، فاقتنع انها لابد ان تكون تملك مواهب بحاجة لمن يكتشفها.. فتقدم إليها وتعرف بها.. كان الرجل مدربًا للصوت، فتطورت علاقتهما فحاول اقناعها بالغناء وان تصرف النظر عن فكرة التمثيل، فهي تتمتع بصوت مميز، وان الغناء سيفتح لها أبواب الشهرة، لم تتقبل الفكرة، لكن الرجل استمر باقناعها حتى وافقت.. فبدأ باعطائها دروسًا في الصوت، وتحمل كل عصبيتها ومشاحناتها معه بسبب حدة طباعها التي ورثته من والدها، حتى تمكن من تقوية صوتها فأصبحت قادرة على الغناء بشكل جيد، فأخذت تغني في الكباريهات الفرنسية.

في البناية التي تقاسمت فيها شقة مع صديقتها (جينا جوردل)، كان يسكن فيها أيضًا شاب وسيم هو ألان ديلون الذي أصبح فيما بعد ممثلًا مشهورًا. لم تكن تربطهما في ذلك الوقت سوى علاقة الجيرة والسلام، كان يلفت انتباهها وسامته، لم تكن تعرف انه هو الآخر يحلم بالشهرة مثلها.. ومن ثم وبحكم الجيرة والطموح المشترك أصبحا صديقين.. حتى بدأ أحدهما يشجع الآخر وفي أكثر المقابلات والاختبارات كان أحدهما يرافق الآخر وان فشل أحدهما في دور كان الآخر يواسيه.. أصبحت الحياة قاسية بالنسبة لـ”الآن ديلون “ حتى ان داليدا كانت تطعمه من ثلاجتها عندما يداهمه الجوع..

مالك الكباريه قرر أخيرًا ان يعطيها أول أداء بحضور الزبائن فشعرت بالسعادة والاثارة، وعادت إلى شقتها سعيدة ومبتهجة، وكان هناك ينتظرها (آلان) و(جينا) بكل حماس ولهفة لأن يعرفوا ماذ حصل لها وهل نجحت بالاختبار ونالت مهنة كمغنية؟ الطريف ان (ألان) كان عنده اختبار أداء في صباح ذلك اليوم في استديو مع مئة ممثل ولم يصدق نفسه عندما اختاره المخرج أخيرًا ليعطيه دورًا..

في اليوم التالي غنت داليدا وخلف الكواليس كان رولاند يقف مع مالك الكباريه يستمعان لصوت داليدا الشجي وهي تغني فـ همس رولاند له ” لديك نجمه بين يديك..انظر إليها ياله من وجود ” وعندما انهت داليدا وصلتها لم يصفق لها الجمهور سوى عدد قليل منهم ويعود السبب لانشغالهم بقراءة قوائم الطعام والحديث.. الخ.

من داليلة إلى داليدا

في إحدى المساءات وحيث المكان الذي تغني فيه التقت بـ”الفريد “، صديق المخرج السنيمائي الذي اكتشفها في مصر. قال لها الفريد بأن اسمها”داليلة “ غريب وعدواني بعض الشيء وعليها ان تغيره.. لم تستوعب داليدا الفكرة فهي منذ قدومها إلى باريس والجميع يعرفها باسمها المستعار”داليلة “ وبعد تفكير طويل فكرت بأن تخلط اسمها الحقيقي”يولاندا“ مع الإسم الذي تحبه ”داليلة “ وكانت النتيجة ”داليدا“..

ذات مساء اعتلت المسرح فشاهدت شخصًا مهمًا كان يجلس مع اصدقائه وتعرفت عليه بسرعة مما سبب لها مزيجًا من الفرحة والخوف.. كان هذا الرجل يدعى”برونو “ مدير أولمبيا أشهر قاعة موسيقى في باريس. كان برونو يبحث عن مواهب جديدة وشابة فرأت فيه فرصة عمرها، فأدركت ان عليها ان تكون في أفضل حالاتها على المسرح حتى يلاحظها فغنت بشكل رائع لدرجة ان برونو قطع محادثته مع الاصدقاء وبقى يسمع بأذنيه ذاك الصوت المميز فأخرج ورقة وكتب عليه اسمها وهي تشاهده من بعيد ولما تركت المسرح.. أحست بأثارة وانتظرت اتصالًا منه فقد كانت متأكدة انه اعجب بغنائها.

الحياة الشخصية والعاطفية

حياة داليدا الخاصة لم تكن سعيدة وزيجاتها كلها انتهت نهايات حزينة.
تزوجت من “Lucien Morisse” بعد علاقة حب قيل أنها قوية، لكن انفصلت عنه بعد زواج قصير دام عدة أشهر فقط.
جمعتها علاقة حب مع الرسام Jean Sobieski، ويقال بأنها تركت زوجها الأول من أجله عد أن عثرت على حبها الحقيقي.
بعد سنوات قليلة توفي زوجها الأول بعد أن اطلق النار على نفسه بعد فشله بزواجه الثاني وفشل محاولاته الرجوع لحبه الأول.
في عام 1967، ارتبطت بعلاقة مع المغني الإيطالي الشاب “Luigi Tenco”، وكان لا يزال في بداية طريقه ودعمته ليصبح نجما، لكن بعد عدم نيله التقدير في مهرجان سان ريمو سنة 1967 انتحر بمسدسه في إحدى الفنادق، وكانت هي أول من رأى جثته ممده ومغطاة بالدماء عندما ذهبت لتواسيه.
في فترة السبعينات احبت رجل آخر، ولكنه هو الآخر توفي منتحرا.

مصر مرة أخرى

في عام 1986، شاركت في بطولة الفيلم المصري (اليوم السادس) مع محسن محي الدين وشويكار وحمدي أحمد وصلاح السعدني وسناء يونس وعبلة كامل من إخراج يوسف شاهين.

الوفاة

توفيت داليدا في يوم 3 مايو 1987 عن عمر يناهز 54 سنة. وتوفيت منتحرة بعد أن تناولت جرعة زائدة من الأقراص المهدئة، وقد تركت رسالة كتبت فيها “سامحوني الحياة لم تعد تحتمل”. ودفنت في باريس، وتم صنع تمثال لها على قبرها بنفس الحجم الطبيعي لها.